مزادات أبوظبي: فصل جديد في المشهد الثقافي والفاخر للعاصمة
تستعد عاصمة الإمارات العربية المتحدة لاستقبال النسخة الأولى من أسبوع أبوظبي لهواة الجمع، وهو برنامج يمتد لأربعة أيام، يضم معارض ومزادات وجلسات نقاشية تتمحور حول قطع فنية استثنائية وهواة جمعها. يُقام هذا الحدث من 2 إلى 5 ديسمبر 2025، وتنظمه دار سوثبيز للمزادات بالشراكة مع مكتب أبوظبي للاستثمار، ليمثل الخطوة التالية في مسيرة المدينة نحو ترسيخ مكانتها كواحدة من أسرع مناطق العالم نمواً في الثقافة والفنون والرفاهية. يُقام المزاد المرتقب في منتجع سانت ريجيس جزيرة السعديات، ويجمع بين هواة الجمع والباحثين والفنانين والمستثمرين والمتابعين الذين يمتلكون الفضول والاهتمام، في مكان يبدو بالفعل بأنه جزء لا يتجزأ من المشهد الثقافي للعاصمة.
لطالما عملت جزيرة السعديات، منذ سنوات، على تشكيل هويتها الخاصة بهدوء، كمنطقة ثقافية ذات أهمية عالمية. لقد غيّر متحف "اللوفر أبوظبي" المشهد البصري والفكري للمدينة، وسيواصل متحف غوغنهايم المرتقب تسليط الأضواء العالمية على العاصمة. ومن المناسب إذن أن نحتفل في جزيرة السعديات بأسبوع مخصص للندرة والقيمة الثقافية، وسط الهندسة المعمارية التي تدعو بالفعل إلى التأمل.
توقيت الحدث جدير بالملاحظة أيضاً، حيث يتزامن مع سباق جائزة الفورمولا 1 الكبرى، وأسبوع أبوظبي المالي، وقمة معهد ميلكن للشرق الأوسط وأفريقيا، مما يضمن ازدحام المدينة بالزوار الدوليين، الذين يحمل الكثير منهم فضولاً عميقاً ومجموعات ثرية من مقتنياتهم الخاصة. من المتوقع أن يكون الجو مفعماً بالحيوية، وصخب الأحداث الهامة.

مزاد سوثبيز أبوظبي الفاخر
يُقام في قلب أسبوع أبوظبي لهواة جمع المقتنيات سلسلة من المزادات التي تُقدمها سوثبيز. تتنوع القطع المعروضة في العاصمة من حيث المواد المستخدمة، لكنها تشترك في سمة واحدة، كل قطعة ثمرة مهارة استثنائية وقصة آسرة.
من أبرز المعروضات ماسة وردة الصحراء، وهي حجر وردي برتقالي زاهي فاخر بوزن 31.86 قيراط، ويُعتقد أنها الأكبر من نوعها على الإطلاق. لونها لا يُرى عادةً إلا عند غروب الشمس على الرمال. ويُقدر سعرها بما يصل إلى 25 مليون درهم إماراتي.
ومن أبرز عروض السيارات المشاركة في المزاد سيارة باجاني زوندا 760 ريفييرا موديل 2017، بلون لؤلؤي لامع، ومن المتوقع أن تجذب اهتماماً كبيراً، ويرجع ذلك إلى قوتها، إضافةً إلى دقة تصميمها التي تقارب النحت. ويُقدر سعرها بـ 36.7 مليون درهم إماراتي. إلى جانبها، ستظهر سيارة أستون مارتن وان-77 موديل 2010، وهي واحدة من 77 سيارة فقط صُنعت على الإطلاق، بسعر يُقدر بحوالي 5.5 مليون درهم إماراتي.
سيُولي هواة جمع الساعات اهتماماً خاصاً لساعة رولكس "أويستر ألبينو" دايتونا، رقم المرجع 6263. التي يوجد منها عدد قليل فقط، وتتمتع هذه الساعة بأهمية لدى دارسي تاريخ صناعة الساعات. يصل سعرها التقديري إلى 3.6 مليون درهم إماراتي.
سيكون هناك أيضاً تعاون مع فريق مكلارين للسباقات، يشمل ثلاث سيارات من سباقات الفورمولا 1، و إندي كار و بطولة العالم للتحمل، يُضفي إدراج هذه السيارات حيويةً أكثر على البرنامج، مما يُوسّع مفهوم المجموعة، فهي ليست أرشيفاً جامداً، بل تفاعلاً حياً مع الابتكار والأداء.
ماذا ينتظركم في أسبوع سوثبيز لهواة الجمع في أبوظبي
قد يكون وصف أسبوع أبوظبي لهواة جمع المقتنيات بأنه فعالية مخصصة حصرياً لجمهور المزادات غير واقعي، فمعظم البرنامج مفتوح لمن يرغب ببساطة في المشاهدة أو التعلم أو تجربة شيء غير مألوف.
ستتيح المعارض المقامة على مدار الأسبوع فرصة للمهتمين برؤية القطع النادرة. ستستكشف النقاشات والحوارات ليس فقط تاريخ القطع نفسها، بل أيضاً أسئلة أوسع نطاقاً حول القيمة الثقافية والإرث وأساليب الحفاظ عليها والحركة العالمية للفنون والتصميم. ثمة معنى خاص في القدرة على مواجهة الندرة دون توقع اقتنائها. إنها تتيح التأمل والفضول، وأحياناً، إلهاماً غير متوقع.
يُشير البرنامج إلى تقدم أبوظبي المستمر. فمنذ سنوات، دأبت المدينة على تطوير مشاريع ثقافية بوتيرة مدروسة. لم يكن الهدف تكرار ما هو موجود في أماكن أخرى، بل خلق حس ثقافي خاص بأبوظبي، حس يُقدر العمق والاستقرار. وينسجم أسبوع أبوظبي لهواة الجمع بشكلٍ طبيعي مع هذا التطور، ليس كونه انطلاقة مفاجئة، بل كخطوة إضافية ضمن سياق التطور ذاته.
أبوظبي مكان يُمكن للمرء أن يعيش فيه مُحاطاً بالجمال والأناقة الهادئة، بعيداً عن التوتر الذي أحياناً ما يُصاحب العواصم. في جزيرة السعديات تحديداً تُطل الفلل على شاطئ مفتوح، وتتمتع شقق البنتهاوس بأضواء ساطعة وآفق مُمتدة. ويتيح هذا الإيقاع فرصة الانتباه إلى الكتب، والفن، والفكر، والحوار.
أسبوع أبوظبي لهواة جمع المقتنيات ليس مجرد معرض للثروة أو القطع النادرة، بل هو دعوة للتأمل وملاحظة وتقدير براعة صائغ المجوهرات، وهندسة السيارة، وصبر صانع الساعات، ولمسات الفنان. وللتأمل أيضاً في سبب أهمية بعض القطع بالنسبة لنا، لماذا نختار أن نحيط أنفسنا بأشكال وألوان وتاريخ وأنماط معينة.
سيحضر البعض للمزايدة، وسيحضر آخرون للتعلم، بينما سيحضر آخرون لمجرد رؤية شيء مميز. الجميع يشاركون في نفس البادرة الثقافية، الاعتراف بأن للأشياء معنى، وأن هواية الجمع هي نوع من سرد القصص، سيكون شهر ديسمبر في السعديات شاهداً على كل هذا.
