أبرز الأماكن التي تستحق الزيارة في أبوظبي

 

مدينة تتسم بالهندسة الدقيقة، تُعرف أبوظبي بشوارعها الواسعة، وأحيائها المنظمة، وظلالها المعمارية الحديثة. عاصمة الإمارات تميل إلى التوسع الأفقي أكثر من العمودي، إذ جاء نموها عبر المساحات والسواحل والجزر وأحزمة غابات القرم والصحارى والشوارع العريضة. يصفها كثير من سكانها بأنها عاصمة المستقبل، إذ تستقطب أكثر من 11 مليون زائر سنوياً بفضل توازنها بين السكينة والحيوية. وتتنوّع الخيارات فيها بين رحلات الجِمال في الربع الخالي إلى الفنون الطليعية في جزيرة السعديات.

هذا الدليل صُمم ليخاطب المسافرين الأفراد والعائلات معاً، ليسلط الضوء على أبرز وجهات الزيارة في أبوظبي.

 

 

جامع الشيخ زايد الكبير

اكتمل بناؤه عام 2007، وما زال حتى اليوم المعلم الأبرز في أبوظبي، مادياً ورمزياً. قبابه الرخامية البيضاء وأروقته المتناظرة تمتد على نطاق معماري ملفت له جاذبيته الخاصة. تتدلى الثريات المزيّنة بكريستال شوارفسكي والزجاج الإيطالي فوق سجادة إيرانية ضخمة. وهذه السجادة تُعتبر الأكبر في العالم من حيث الحجم بين السجاد المعقود يدوياً، إذ استغرق إنجازها عامين على يد 1200 حرفي، بمساحة تصل إلى 5700 متر مربع من الصوف والحرير و بوزن يقارب 35 طن.

الجامع مفتوح أمام جميع الزوار، ويقدّم جولات إرشادية يقودها خبراء ثقافة إماراتيون، في سياسة تعكس التزام الدولة الدائم بنشر الثقافة الإماراتية وجعلها متاحة لجميع الزوار.

 

بيت العائلة الإبراهيمية

يقع في جزيرة السعديات، وهو مركز ثقافي بارز يجمع بين مسجد وكنيسة وكنيس يهودي في مجمّع واحد، ليقدّم فضاءً للعبادة والتعلم والحوار بين الأديان. يمكن للزوار التعرف على الطقوس والتعاليم الإسلامية والمسيحية واليهودية من خلال جولات إرشادية ومعارض وبرامج تعليمية. كما يحتضن "المنتدى" التابع له ندوات وفعاليات تهدف إلى تعزيز قيم التفاهم المشترك والتعايش.

 

متحف اللوفر أبوظبي

على الجانب الآخر من المدينة، يأخذ اللوفر أبوظبي زوّاره في رحلة ثقافية مختلفة. صمّمه المعماري جان نوفيل بقبة هندسية توصف بأنها "مطر من الضوء"، إذ تعمل على ترشيح شمس الخليج القاسية إلى أشكال هادئة تُذكّر بظل أشجار النخيل. يضم المتحف قطع مُعارة وأخرى دائمة، تتبدل معارضها مع الوقت لتشمل آثار من الحضارات القديمة في الشرق الأوسط ولوحات أوروبية أيقونية من القرن التاسع عشر. وعلى خلاف متحف باريس، يقدم اللوفر أبوظبي قراءة أفقية للتاريخ، حيث تتجاوز الحضارات العالمية جنباً إلى جنب دون تراتبية.

 

قصر الحصن

داخل حدود البر الرئيسي للمدينة، يبرز قصر الحصن كأقدم معلم تاريخي في أبوظبي. بُني في القرن الثامن عشر كبرج مراقبة لحماية آبار المياه العذبة. وقد خضع لعمليات ترميم دقيقة ليحتضن اليوم مواد أرشيفية ومعارض تروي جذور المدينة القبلية والبدوية والتجارية.

 

قصر الوطن

إلى الشرق، يقع القصر الرئاسي العامل الذي فُتح للجمهور عام 2019. رغم أن دوره الأساسي احتفالي، إلا أنه يقدّم للزوار نوعاً من الشفافية؛ حيث يمكنهم دخول القاعة الكبرى والمكتبات وقاعات الدولة ضمن مسار إرشادي، لاكتشاف جانب من الهوية الوطنية يعكس القيم الإماراتية في الوقار والرصانة.

 

جزيرة ياس

طُوّرت جزيرة ياس لتكون وجهة ترفيهية متكاملة، تجد فيها مدن الألعاب، ومسارح العروض، والمساحات البحرية المصممة بعناية في مكان واحد. ومن أبرز معالمها عالم فيراري، الأيقونة الحمراء التي يمكن رؤيتها من الجو، وتضم أسرع أفعوانية في العالم فورمولا روسا، حيث يتحول الإيقاع السريع إلى تجربة عاطفية قبل حتى أن تستقل اللعبة. بجواره مباشرةً، يأخذ عالم وارنر براذرز الزوار إلى شوارع سينمائية داخلية مكيفة، يعيشون فيها أجواءً غامرة مليئة بالشخصيات الكرتونية والبطولية الشهيرة، ما يجعلها تجربة مثالية للعائلات.

على مسافة قصيرة، يقدّم ياس ووتروورلد تجربة تستلهم تراث الإمارات من خلال قصة دانة واللؤلؤة المفقودة، فتتوزع الألعاب والمغامرات على طراز السوق الشعبي ومعالم مثل ليوا لوب وفالكونز فلاج، لتعكس ماضي الغوص على اللؤلؤ. أما سي وورلد جزيرة ياس، فيمثل المحطة الرابعة ضمن هذا التجمع الترفيهي الذي يحتوي على أحواض مائية ضخمة ورسالة تعليمية توعوية تركز على الاستدامة وحماية الحياة البحرية.

خارج نطاق المتنزهات، يضيء الاتحاد أرينا بمسارحه العالمية التي تستضيف حفلات موسيقية ومعارض دولية، فيما يبقى حلبة مرسى ياس مقصداً لعشاق الفورمولا 1، سواء عبر السباقات الكبرى أو الفعاليات الرياضية المستمرة على مدار العام.

 

المناظر الطبيعية والمساحات المفتوحة

رغم ارتباط صورة أبوظبي بالبيئات العمرانية الحديثة، إلا أنها تحتفظ بجيوب بيئية هشة وفضاءات طبيعية نابضة بالحياة.

حديقة القرم الوطنية

تقع على الحافة الشرقية للمدينة، وتعد ملاذ رئيسي للطيور والكائنات البحرية الصغيرة. تتوافر فيها مسارات للتجديف عبر الممرات المائية على مدار العام، مع جولات سياحية صديقة للبيئة يديرها مزودون محليون.

حديقة أم الإمارات

إلى الجنوب من الكورنيش، تقدم هذه الحديقة تجربة طبيعية مصممة بعناية، حيث تضم حدائق نباتية، وممرات مظللة، ومرافق للأطفال. وهي تُعد الرئة الخضراء الرئيسة للمدينة، فيما تضيف منشآت أصغر مثل نصب المؤسس وحديقة الخبيرة إيقاعاً هادئاً للحياة الحضرية.

مبزرة الخضراء

لمن يرغب باستكشاف تضاريس أوسع، يمكن التوجه إلى أطراف العين عند سفح جبل حفيت. هناك تمتد مبزرة الخضراء بحدائقها المورقة وينابيعها الحارة وتلالها الهادئة. يشكل هذا الموقع جيب طبيعي أخضر بين بساتين النخيل والبرك الحرارية، وهو محاط بتضاريس صخرية حمراء منحوتة بالرياح.

قصر الإمارات ماندارين أورينتال

بقبابه المهيبة وحدائقه المصممة بعناية، يظل قصر الإمارات ماندارين أورينتال أيقونة للضيافة الرفيعة على كورنيش أبوظبي. ورغم أن الكابتشينو المغطى بالذهب أصبح من أبرز ما يجذب الزوار، إلا أن كثيرين يقصدونه لتجربة شاي ما بعد الظهيرة، طقس هادئ يُقدَّم في مقهى "لو كافيه" المرصع بالرخام، ترافقه معزوفات البيانو وحلويات دقيقة الصنع.

 

التسوق والترفيه

ياس مول

يقع بجوار منطقة الترفيه في جزيرة ياس، ويعد أكبر مركز تسوق في العاصمة. يضم علامات تجارية عالمية، وسينمات، وممرات داخلية مصممة على هيئة ساحات عامة.

الغاليريا، جزيرة الماريه

على الطرف الآخر من المشهد، يقدم هذا المركز تجربة تسوق فاخرة تتخللها متاجر رئيسية لأشهر العلامات، ومعارض موسمية، ومقاهي أنيقة. الفنادق القريبة مثل فورسيزونز وروزوود تكمل التجربة بانسيابية تامة.

سوق قرية البري

يبعد مسافة قصيرة عن قلب المدينة، ويعيد إحياء أجواء السوق التقليدي مع إضافات عصرية كالممرات المكيفة والخدمات الحديثة.

 

بعد الغروب

بلو مارلين إيبيزا، شاطئ ياس

نادٍ شاطئي يجمع بين الأجواء المريحة والفعاليات المنتقاة. ورغم محدودية برامجه، فإن جلساته المفتوحة، وأطباقه المتوسطية، وأسلوبه البسيط يجذبون جمهوراً واسعاً من المقيمين الباحثين عن سهرة على وقع البحر.

منصة المشاهدة في الطابق 300 – أبراج الاتحاد

لمن يفضلون إيقاع أهدأ، توفر هذه المنصة إطلالة بانورامية على المدينة والخليج العربي. وهي واحدة من أجمل الوجهات لاحتساء شاي بعد الظهيرة أو تأمل مشهد الغروب من علٍ.

 

تزخر أبوظبي بتجارب رفيعة المستوى، من المعالم التراثية والعمارة المعاصرة والمناظر الطبيعية ومرافق الترفيه الفاخرة. يمكن للزوار الانتقال بسلاسة من المتاحف العالمية إلى الصحارى الهادئة، ومن الأسواق الشعبية إلى المراكز التجارية الحديثة.

ووفقاً لمجلة Condé Nast Traveller، فإن ما يميز العاصمة هو سهولة التنقل بين هذه العوالم المتناقضة، حيث يمكن للزائر أن يبدأ يومه في الكثبان الرملية ويختمه في صالة عرض فنية عالمية.