أفضل المدارس البريطانية في أبوظبي

 

اختيار المدرسة المناسبة في أبوظبي يحتاج إلى صبر ودقّة. فقد شهدت العاصمة خلال العقد الأخير ازدياد ملحوظ في عدد المدارس التي تتبع المنهاج البريطاني، بين مؤسسات تحمل أسماء بريطانية عريقة، وأخرى نشأت محلياً لكنها تعتمد الأسس التعليمية ذاتها. تتنوّع البيئات التعليمية بشكل كبير لكن أساليب التدريس، وأنشطة الطلاب اليومية تختلف من مدرسة إلى أخرى. في هذا الدليل نستعرض أبرز المدارس البريطانية في أبوظبي لعام 2025.

 

 

كلية برايتون – أبوظبي

تُعد كلية برايتون فرع من إحدى أعرق المدارس البريطانية المستقلة، وتقع في منطقة البطين. تتميّز بمرافقها الحديثة ونتائجها الأكاديمية اللافتة، إذ حقق 63٪ من طلابها أعلى الدرجات في اختبارات الشهادة الثانوية البريطانية عام 2024، فيما واصل معظم خريجيها دراستهم في جامعات "راسل غروب" المرموقة في بريطانيا.

تعتمد المدرسة نظام “المنازل” الداخلي، الذي يجمع طلاب المراحل المختلفة في مجموعات صغيرة تعزز روح الانتماء والتعاون، وهذا يساعد الطلاب الجدد على الاندماج بسرعة. كما تحافظ على صلة وثيقة بفرعها الأم في بريطانيا من خلال تبادل المدرسين وتنظيم برامج تدريب مشتركة، ما يضمن بقاء المعايير البريطانية الأصيلة حاضرة في أبوظبي.

القبول في المدرسة تنافسي، إذ يخضع الطلاب لتقييمات في جميع المراحل العمرية. كما تشجّع الإدارة على مشاركة الوالدين في الأنشطة التعليمية، وهو ما قد يشكل تحدي للعائلات التي يعمل فيها الأبوان بدوام كامل.

 

مدرسة كرانلي – أبوظبي

تقع مدرسة كرانلي في جزيرة السعديات، على مقربة من متحف اللوفر أبوظبي، وتشغل موقع مميز يليق بسمعتها الرفيعة. تنقل المدرسة روح المدارس الداخلية البريطانية التقليدية إلى بيئة تعليمية يومية حديثة، حيث ترتبط مبانيها بممرات خارجية مفتوحة تمنح الطلاب مساحة للراحة والتنفس، في مشهد نادر داخل المدن.

تحقق المدرسة نتائج أكاديمية ممتازة دون اللجوء إلى الضغط المفرط على الطلاب، إذ توازن بين الجدية في التعليم والاهتمام بالفنون والأنشطة. تمتلك مرافق فنية وموسيقية متطورة تسمح بإنتاج عروض مسرحية وموسيقية متقنة تستقطب جمهور واسع. كما تُعدّ من المدارس القليلة في أبوظبي التي تضم برنامج للفروسية ضمن التربية البدنية، وهو ما يضفي على التجربة التعليمية طابع مميز.

تعتمد المدرسة المنهاج البريطاني بأسلوب مرن ومتفكّر، يحافظ على تنوّع المواد الدراسية في المراحل المتوسطة قبل التخصص التدريجي في مرحلة الشهادة الثانوية. ويصف أولياء الأمور أجواءها بأنها متوازنة من الانضباط الأكاديمي والدعم النفسي والاجتماعي، بعيداً عن التنافس المرهق الذي تشهده بعض المدارس الأخرى.

 

مدرسة ربتون – أبوظبي

تعمل مدرسة ربتون في موقعين متصلين على جزيرة الريم؛ حيث يلتحق الأطفال الأصغر سنّاً بمدرسة الأساس، بينما يدرس الطلاب الأكبر في الحرم الرئيسي. هذا الفصل يتيح للمدرسة أن تركّز على احتياجات المرحلة العمرية التي يخدمها بدقّة واهتمام.

تتبنّى المدرسة نهج فردي في التعليم، فبدل دفع جميع الطلاب في مسار أكاديمي واحد، تُصمّم أساليب التدريس بما يتناسب مع قدرات كل تلميذ. يبرز هذا التوجّه خصوصاً في دعم الطلاب الذين قد يجدون صعوبة في البيئات الصارمة، مع الحفاظ في الوقت نفسه على نتائج مميزة.

يتفوّق قسم التكنولوجيا في المدرسة بوضوح، إذ تندمج المهارات الرقمية في جميع المواد الدراسية. طلاب الصف الثالث يتقنون البرمجة بثقة، بينما يجري طلاب المرحلة الثانوية تجارب علمية متقدّمة. هذا التركيز على العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات جعل المدرسة من أبرز الجهات المنتجة لخريجين يتجهون نحو التخصصات العلمية والهندسية بنسبة تفوق المعدل العام في أبوظبي.

كما تحتفي المدرسة بهويتها المحلية بصدق، من خلال الاهتمام الحقيقي باللغة العربية والثقافة الإماراتية ضمن المناهج. أما التحدي الوحيد فهو انتقال الطلاب بين موقعي المدرسة مع التقدّم في المراحل، لكن الإدارة تعمل بجهد لتسهيل هذا الانتقال وجعله تجربة إيجابية.

 

المدرسة البريطانية في الخبيرات (BSAK)

تحمل المدرسة البريطانية في الخبيرات إرث طويل كونها أول مدرسة بريطانية في أبوظبي. تقع في منطقة السفارات، وقد بنت عبر العقود مجتمع متماسك يصعب على المدارس الحديثة مجاراته.

كونها مؤسسة غير ربحية ينعكس مباشرة على أسلوب إدارتها؛ فالعائدات يعاد استثمارها في تطوير المرافق وتدريب الكوادر التعليمية. تتميّز المدرسة بتفوّق أكاديمي مستمر من المرحلة التأسيسية وحتى الشهادة الثانوية العليا، مع تركيز خاص على المواد العلمية والتقنية، حيث يبدأ تعليم العلوم المتخصصة في سنّ أبكر من معظم المدارس المماثلة.

الرياضة جزء أساسي من حياة المدرسة، وموقعها المركزي يختصر وقت التنقل للمباريات والأنشطة. كما أن استقرار الكادر التعليمي يعد من أبرز نقاط قوتها، إذ يبقى العديد من المدرسين لأكثر من عقد كامل، لمنح الطلاب استمرارية نادرة في المدارس الدولية.

رغم أن مبانيها تطوّرت تدريجياً على مرّ السنين وتحتفظ بطابع تاريخي أصيل، إلا أن محدودية المساحة تقيّد إمكانات التوسّع الكبيرة في المستقبل.

 

مدرسة الدار البريطانية

تحوّلت مدارس الدار من مدرسة واحدة إلى شبكة تعليمية راسخة تضم فروع في العين والمعمورة وجزيرة ياس، وتُقدّم تعليم بريطاني متجانس الجودة يناسب العائلات التي قد تتنقل بين مجتمعات أبوظبي المختلفة.

تولي المدرسة اهتمام خاص لاستقطاب معلمين مؤهلين من المملكة المتحدة ذوي خبرة طويلة في النظام البريطاني، لضمان التزام صارم بالمعايير التعليمية البريطانية. وتُستخدم التقنية كأداة داعمة للتعلّم لا كوسيلة دعائية، من الصفوف الابتدائية وحتى المراحل المتقدّمة.

تحتل مدارس الدار موقع وسطي بين المؤسسات البريطانية الفاخرة والخيارات الاقتصادية، إذ توفّر مرافق متكاملة دون مبالغة، وتوازن في حجم الصفوف بين العناية الفردية والتفاعل الجماعي.

تُعرف المدرسة بانفتاحها وشموليتها التعليمية، و سياستها الواضحة في التواصل مع أولياء الأمور. ورغم أنها لا تحمل الاسم اللامع لمدارس مثل برايتون أو كرنفيل، فإن مستواها الأكاديمي غالباً ما يوازي أو يتفوّق قليلاً على هذه الأسماء الكبيرة، لتؤكد أن القيمة الحقيقية تكمن في المضمون لا في الشهرة.

 

مدرسة أسبن هايتس البريطانية

على الرغم من حداثة عهدها، فقد استطاعت مدرسة أسبن هايتس البريطانية أن ترسّخ لنفسها هوية مميزة بسرعة لافتة. تقع المدرسة في منطقة الباهية، وتخدم العائلات المقيمة في الأحياء الشمالية المتنامية من أبوظبي.

تُعدّ الاستدامة البيئية جزء أصيل من فلسفة المدرسة، إذ ينعكس الوعي البيئي في تصميم الحرم المدرسي وفي الأنشطة اليومية للطلاب، الذين يشاركون في مشاريع عملية لدراسة النظم البيئية والطبيعة من حولهم. وبينما تتبع المدرسة المنهاج الوطني البريطاني، فإنها تمنح مساحة أوسع للتعلّم القائم على المشاريع، مما يعزز مهارات البحث والعمل الجماعي إلى جانب الفهم الأكاديمي.

تقوم المدرسة على مبدأ الشمولية منذ تأسيسها، حيث تُخصّص موارد كبيرة لدعم الطلاب ذوي الاحتياجات التعليمية الإضافية ضمن الصفوف العادية، بما يضمن بيئة تعليمية متكافئة. كما تمتد روح المجتمع المدرسي خارج أسوار المدرسة من خلال فعاليات دورية تجمع العائلات وتشجع التواصل بين أولياء الأمور والمعلمين.

ورغم أنها مدرسة حديثة نسبياً ولا تمتلك بعد سجل طويل من نتائج الامتحانات النهائية، إلا أن النتائج المبكرة لاختبارات الشهادة الثانوية البريطانية تبشّر بمستقبل قوي. أما العائلات التي تبحث عن مدارس ذات تاريخ أكاديمي عريق فقد تفضّل المؤسسات الأقدم.

 

اختيار المدرسة المناسبة

إن العثور على المدرسة المثالية يعني مواءمة احتياجات الطفل الفردية مع شخصية المدرسة ونهجها التربوي. فالمدرسة "الأعلى تصنيفاً" على الورق قد لا تكون الأنسب لطبيعة طفلك أو لأسلوبه في التعلم.

عند زيارة المدارس المحتملة، من المفيد أن يشارك الطفل في دروس فعلية بدل القيام بجولة في المرافق. فالكثير من المدارس تنظّم "أيام تجربة" يندمج خلالها الطلاب الجدد في الصفوف الحالية، مما يتيح للأسرة ملاحظة أسلوب التدريس والتفاعل الاجتماعي عن قرب، وهي تفاصيل قد لا يدركها الكبار في الزيارة العادية.

 

لقد شهدت المدارس البريطانية في أبوظبي نمو لافت خلال السنوات الأخيرة، وأصبح أمام الأسر اليوم خيارات واسعة بدل الاكتفاء بالمقاعد المتاحة. وهذا التنوع يمنح الأهل فرصة لاتخاذ قرار يستند إلى ما هو الأنسب لطفلهم فعلاً، لا إلى السمعة أو التصنيف، مؤكدين أن التعليم الأفضل هو ما يُلبي حاجات المتعلم لا ما يُرضي المقارنات العامة.