الانتقال من المملكة المتحدة إلى أبوظبي: كل ما تحتاج إلى معرفته

 

باعتبارها واحدة من أكثر مدن العالم ثراءً، وبموقعها الجغرافي الذي يضع ثلث سكان العالم على بُعد أربع ساعات طيران فقط، برزت أبوظبي خلال العقدين الماضيين كوجهة مفضلة بشدة للمقيمين القادمين من المملكة المتحدة.

ومع ما تتمتع به العاصمة الإماراتية من بنية تحتية عالمية المستوى ومرافق استثنائية، ليس من المستغرب أن يتضاعف عدد سكانها منذ عام 2011. ومع استمرار تزايد أعداد القادمين الجدد، من  مستثمري العقارات ورواد الأعمال والمستثمرين من غير قطاع العقارات، أصبح الطلب على الإرشادات الموثوقة والخبرة المتخصصة في إجراءات الانتقال والهجرة أكبر من أي وقت مضى.

يقدم هذا الدليل أبرز المعلومات الأساسية التي يحتاجها أصحاب الثروات الكبرى الراغبين في الانتقال من المملكة المتحدة إلى أبوظبي.

 

 

لماذا أبوظبي؟

تتمتع أبوظبي باقتصاد قوي للغاية، وتوفر مستوى معيشة مرتفع ضمن مجتمع متنوع ومرحب بالمقيمين من مختلف الجنسيات. ويحظى السكان بمزايا أسلوب حياة معفي من الضرائب، وبنية تحتية عالمية المستوى، وإمكانية الوصول إلى بعض من أمهر الكفاءات الطبية على مستوى العالم. وإلى جانب جارتها دبي، تحافظ أبوظبي على تصنيفها المستمر بين أكثر مدن العالم أماناً.

كما توفر المدينة فرص مهنية متميزة، حيث أسست العديد من كبرى الشركات العالمية حضور قوي فيها وفي المنطقة ككل. ويكمّل هذا الجذب المهني أسلوب حياة استثنائي يشمل المطاعم الفاخرة، والفنادق الفخمة، وأرقى وجهات التسوق، ومنتجعات الشواطئ ذات التصنيف الخمس نجوم، مما يمنح المدينة مستوى معيشي راقي جداً.

وبفضل موقعها الاستراتيجي كمركز عالمي رئيسي للسفر، تبرز أبوظبي كواحدة من أكثر الأماكن جاذبية في العالم للعيش والعمل.

 

متطلبات الدخول:

مستثمرو العقارات

بينما ينتقل الكثير من الأشخاص إلى المدينة نتيجة نقلهم من قبل جهات عملهم، يختار آخرون الانتقال بهدف توسيع فرصهم الاستثمارية. وتُعد تأشيرة العمل عبر شركة هي الأكثر شيوعاً، لكن المستثمرين مؤهلون للانتقال إلى المدينة دون الحاجة إلى عرض عمل.

يؤهل شراء عقار في أبو ظبي صاحبه بشكل تلقائي للحصول على تأشيرة استثمار، والمعروفة باسم التأشيرة الذهبية. ويُشترط على المستثمر امتلاك عقار لا تقل قيمته عن مليوني درهم إماراتي، أو شراء عقار عن طريق قرض عقاري من جهة تمويل محددة ومعتمدة من السلطة المحلية. ويتيح ذلك الحصول على تأشيرة مدتها خمس سنوات، قابلة للتجديد بنفس الشروط، ودون الحاجة إلى كفيل.

 

رواد الأعمال

توجد عدة طرق أخرى للحصول على التأشيرة الذهبية، منها أن يكون المتقدّم رائد أعمال أو يمتلك موهبة متخصصة استثنائية.

ويحق لرواد الأعمال الحصول على التأشيرة الذهبية لمدة خمس سنوات، تماماً مثل مستثمري العقارات، إذا كانوا يمتلكون مشروع اقتصادي مبتكر، يركّز على المستقبل، ويتضمن قدر من المخاطرة. وللتأهل يجب على المتقدمين الحصول على خطابات موافقة رسمية من كل من الجهات التالية:

مدقق حسابات مقيم في دولة الإمارات، يثبت أن قيمة المشروع تزيد على 500 ألف درهم إماراتي.

جهة حكومية في الإمارة المعنية تؤكد أن المشروع ذو طبيعة تقنية أو مستقبلية.

حاضنة أعمال معتمدة في دولة الإمارات توافق على تبني المشروع.

 

المستثمرون من غير قطاع العقارات

يمكن الحصول على التأشيرة الذهبية كمستثمر خارج قطاع العقارات، أي بالتركيز على الاستثمار في الشركات. وتشمل هذه التأشيرة أفراد العائلة، إضافةً إلى مستشار ومدير تنفيذي.

ويُشترط أن لا تقل قيمة الاستثمار عن مليوني درهم إماراتي، على شكل وديعة مالية أو استثمار في شركة. وبدل ذلك، يمكن تقديم ما يثبت سداد ضرائب لا تقل عن 250 ألف درهم سنوياً خلال العامين السابقين لتاريخ التقديم.

على سبيل المثال، إذا كان المتقدم يمتلك حصة قدرها 25% في شركة تدفع مليون درهم إماراتي كضرائب سنوية، فيجب عليه تقديم ما يثبت أن مساهمته الضريبية الفردية تبلغ 250 ألف درهم سنوياً حتى يستوفي شروط التأهل للحصول على التأشيرة.

 

المستندات المطلوبة

توجد مجموعة من المستندات المختلفة اللازمة للحصول على التأشيرة الذهبية، وذلك وفق وضع كل متقدّم.

ملكية عقار بالكامل

بالنسبة لمن يمتلك عقار ملكية كاملة، يجب تقديم عقد شراء مسجّل لدى دائرة البلديات والنقل أو أي جهة مختصة أخرى معتمدة لتسجيل العقارات في دولة الإمارات، وذلك للتحقق من تفاصيل العقار ومالك العقار وقيمة الشراء. ويجب ألا تقل القيمة الموثقة لوحدة العقار وقت الشراء عن مليوني درهم إماراتي.

وبدلاً من ذلك، يمكن الحصول على شهادة بقيمة وحدة العقار من الجهة نفسها أو من أي جهة مختصة أخرى في دولة الإمارات مسؤولة عن تسجيل العقارات.

 

العقارات المرهونة

إذا تم شراء العقار عن طريق قرض عقاري، فإنه يُطلب تقديم شهادة قيمة وحدة العقار الصادرة من دائرة البلديات والنقل أو أي جهة معتمدة أخرى لتسجيل العقارات في دولة الإمارات، والتي تؤكد القيمة الحالية المقدرة للعقار.

كما يُقبل شهادة بحث صادرة عن دائرة البلديات والنقل أو أي جهة مختصة أخرى لتسجيل العقارات في الإمارات، تؤكد أن العقار خالٍ من أي حجز قضائي، وأن قيمته لا تقل عن مليوني درهم إماراتي.

العقارات غير المكتملة (المشاريع تحت الإنشاء)

بالنسبة لمن يشترون عقار غير مكتمل البناء (قيد الإنشاء)، يجب تقديم عقد شراء صادر عن مطور عقاري معتمد، يؤكد تفاصيل العقار ومالك العقار وقيمة الشراء وقت الاستحواذ.

ويُقبل تقديم إثبات موثق يثبت أن المبالغ المدفوعة للمطور حتى تاريخه لا تقل عن مليوني درهم إماراتي.

 

المستثمرون غير العقاريين

بالنسبة للمستثمرين في شركة أو شراكة، يجب تقديم رخصة تجارية سارية تثبت تأسيس الشركة أو تؤكد ملكية المستثمر للأسهم. كما يجب تقديم شهادة السجل التجاري المحدثة لتأكيد رأس المال المدفوع ونسبة الملكية التي يمتلكها كل مستثمر.

بالإضافة إلى ذلك، يُطلب خطاب من بنك أو صندوق استثمار يثبت أن رأس المال أو قيمة حصة المستثمر التي لا تقل عن مليوني درهم إماراتي قد تم إيداعها بشكل قانوني.

ويجب إرفاق نسخة من السجل التجاري تؤكد عدم وجود أية ملاحقات احترازية أو تنفيذية تؤثر على الشركة أو حصة المستثمر ضمن الحدود القانونية المقررة.

 

عند الوصول

عند وصولك إلى أبوظبي، تبدأ إجراءات الحصول على تصريح الإقامة الخاص بك. يشترط إجراء فحص طبي للحصول على شهادة صحية، ويتضمن ذلك فحوصات دم للكشف عن الأمراض المعدية بالإضافة إلى صورة أشعة.

بعد اجتياز الفحص الطبي، يجب عليك تقديم جميع المستندات المطلوبة، بما في ذلك جواز السفر والمستندات المذكورة سابقاً حسب فئة التأشيرة الذهبية الخاصة بك، للتحقق منها لدى مكتب حكومة أبوظبي. كما يُطلب من المستثمرين تقديم المستندات المطلوبة الموضحة أعلاه.

بعد تأكيد المستندات، ستحتاج إلى إتمام عملية التحقق البيومتري (أي تسجيل البصمات)، قبل استلام التأشيرة الذهبية الخاصة بك، وعادةً ما يتم ذلك خلال أسبوع إلى أسبوعين من إتمام العملية.

 

الانتقال مع العائلة

بالنسبة لمن ينتقلون إلى أبوظبي من المملكة المتحدة برفقة عائلاتهم، هناك اعتبارات إضافية يجب مراعاتها. إذ تشمل التأشيرات الذهبية أفراد العائلة التابعين، لذا لن تحتاج إلى القلق بشأن الحصول على تأشيرات فردية لكل فرد من العائلة.

تعتبر المدارس من أهم الأمور التي يجب على العائلات التفكير بها، وتتوفر في المدينة العديد من المدارس الخاصة ذات المستوى الرفيع. تقدم معظم هذه المدارس مناهج البكالوريا البريطانية أو الدولية، مما يعني أن الانتقال من المملكة المتحدة إلى المدينة لن يؤثر على تعليم أطفالك.

كما يجب أخذ التأمين الصحي في الاعتبار. تنص قوانين دولة الإمارات على وجوب وجود تأمين صحي ساري لجميع المقيمين. وتقدم شركات التأمين خدمات متنوعة، لذا من الضروري اختيار الخطة التي تناسب احتياجاتك.

وبلا شك، يُعتبر السكن من أهم الاعتبارات عند الانتقال من المملكة المتحدة إلى أبوظبي. إذ تمثل المدينة واحدة من أقوى أسواق العقارات في منطقة الخليج، وهذا يوفر عدد كبير من العقارات التي تلبي جميع الاحتياجات. وتُعد مناطق مثل جزيرة السعديات وجزيرة الريم، وراها بيتش خيارات مميزة للغاية للأفراد أصحاب الثروات الكبيرة الذين ينتقلون من المملكة المتحدة إلى أبوظبي.

 

الاعتبارات القانونية والثقافية

الانتقال إلى بلد جديد يتطلب مراعاة بعض الاعتبارات الثقافية التي يجب أخذها في الحسبان. من الناحية الثقافية، تختلف أبوظبي بعض الشيء عن المملكة المتحدة، وبينما أصبحت المدينة ودولة الإمارات ككل  أقل تحفظ إلى حد ما في السنوات الأخيرة، لا يزال من الضروري الالتزام بالعادات والتقاليد المحلية، وفهم الفروقات في النظام القانوني، خاصةً بالنسبة للمستثمرين.

توجد قوانين للسلوك العام والاحتشام في جميع أنحاء الإمارات. لذلك، فإن التواجد في حالة سُكر علنية غير مقبول عموماً وقد يعرضك للمساءلة القانونية. ومن المهم ملاحظة أن استهلاك الكحول قانوني في الأماكن المرخصة وهي منتشرة في جميع أنحاء الدولة لذلك لا حاجة لأن تكون في موقف قد يؤدي إلى مخالفة قانونية.

كما يجب الالتزام بقواعد اللباس المحلية. ورغم أنه ليس من الضروري للمغتربين الغربيين ارتداء الملابس التقليدية المحلية، إلا أن ارتداء الملابس المحتشمة في الأماكن العامة أمر متوقع، ويعني ذلك تغطية الكتفين والركبتين في الأماكن العامة، وكذلك في المباني الحكومية.

يُولي المجتمع الإماراتي احترام كبير لكبار السن ولذوي المناصب الرسمية. وفهم واحترام الممارسات الإسلامية مثل أوقات الصلاة المحددة، وكذلك الأعياد الدينية والثقافية المهمة مثل شهر رمضان، حيث يُمنع الأكل والشرب والتدخين في الأماكن العامة، يساعد على الاندماج بشكل أفضل في الحياة داخل المدينة.

كما يجب على المقيمين الجدد الانتباه إلى القيود المتعلقة بالتصوير في وحول المباني الحكومية، بينما تستوجب آداب العمل المحافظة على العلاقات الرسمية لضمان نجاح التعاملات. اللغة الإنجليزية هي اللغة السائدة في دولة الإمارات، لكن تعلم بعض العبارات الأساسية بالعربية سيساعد في تسهيل عملية التكيف والاندماج.