أفضل أنواع القهوة وأبرز المقاهي في أبوظبي
تتموضع العاصمة الإماراتية على مفترق طرق مثير بين ثقافات القهوة. فالقهوة العربية التقليدية كانت جزء من الضيافة المحلية لقرون طويلة، ممزوجة بالهيل وتُقدَّم في فناجين صغيرة. واليوم تعيش هذه العادة بأساليب القهوة الحديثة، حيث تحتضن أبوظبي تراثها وتواكب في الوقت نفسه أحدث اتجاهات القهوة.
في أنحاء أبوظبي، تعيد المقاهي المتخصصة ابتكار مفهوم القهوة، من الوزن والطحن والمعايرة الدقيقة وحتى ضبط كل فنجان بعناية. أفضل أماكن القهوة في العاصمة اليوم تهتم بهذه التفاصيل. إليك أبرز الأماكن التي يمكن أن تجد فيها فنجان رائع من القهوة في العاصمة.
المختصون في القهوة:
% أرابيكا
يُعد فرع "أرابيكا %" في مرسى البطين من أجمل الأماكن في أبوظبي لاحتساء القهوة. جدرانه الزجاجية تطل مباشرة على البحر واليخوت، ما يجعل حتى فنجان سريع من القهوة تجربة مميزة.
الفكرة هنا بسيطة، لا خلطات مبالغ فيها ولا إضافات غريبة، فقط قهوة تُحضّر كما ينبغي. الحبوب تأتي من مزارعهم الخاصة أو من شركاء تعاونوا معهم لسنوات طويلة لضمان ثبات الجودة.
فنجان "الفلات وايت" لديهم مدهش، إذ يُبخّر الحليب بدقة ليبقى على وجه القهوة حتى آخر رشفة. أما لمحبي القهوة السوداء، فإن تحضيرها بالتقطير اليدوي يستحق الانتظار
الأجواء في المكان هادئة، تصميم يعتمد على الخرسانة والخشب والزجاج دون أي تفاصيل زائدة. والعاملون هناك بارعون ويقدمون أفضل مستوى من الخدمة.
سلاش
يمكن للمرء أن يمر بجوار مقهى "سلاش" من دون أن ينتبه لوجوده. هذا المحل الصغير قرب قصر الحصن لا يهتم كثيراً بالديكور الفاخر، بل يركز على تقديم قهوة رائعة.
حبوب القهوة تتغير باستمرار، حيث يجلبونها من محامص في دول مختلفة مثل أوكرانيا ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية. وكأنك تقوم بجولة عالمية في القهوة من دون أن تغادر أبوظبي.
هنا يُنظر إلى صناعة القهوة كأنها تجربة علمية. فصاحب المكان مهووس بجودة المياه ودرجة حرارتها وبكيفية استخلاص القهوة بشكل مثالي. حتى القهوة المفلترة العادية لديهم تحظى بنفس العناية التي تُمنح عادةً للخيارات اليدوية الفاخرة في أماكن أخرى.
المكان صغير بالكاد يتسع لعشرة أشخاص. ورغم اعتزازهم بما يصنعونه، فإنهم لا يجعلون الزبون يشعر بالحرج إن كان يريد مشروب واحد طيب المذاق.
بي كافيه
يقع "بي كافيه" في الطابق الأرضي من مبنى سكني في منطقة الخالدية، وقد أسسه رجل شغوف بالقهوة حوّل هوايته إلى مشروع تجاري. وشغفه يبدو واضح في كل تفاصيل المكان.
يقدم المقهى خليط منزلي خاص لمشروبات الحليب، إلى جانب أصناف إسبريسو ذات مصدر واحد. ما يميزه حقاً هو اهتمامه الجاد بطرق التحضير البديلة. فـ"الأيروبريس" و"السيفون" و"التقطير البارد" ليست مجرد استعراض، بل خيارات يومية يتقنها العاملون هناك ببراعة.
وبينما تتحدث معظم المقاهي المتخصصة بإسهاب عن الحبوب الأثيوبية أو الكولومبية، يحرص "بي كافيه" على إبراز القهوة الأقرب جغرافياً، إذ تجد لديهم حبوب قهوة من اليمن وعُمان والسعودية إلى جانب الأنواع المعتادة.
أما كعكة التمر الممزوجة مع قليل من الهيل، فهي تتناغم بشكل رائع مع القهوة المفلترة، لتجمع بين النكهات المحلية وثقافة القهوة الحديثة.
تجارب القهوة الشرقية
المرزاب
يحافظ مقهى "المرزاب" في البطين على تقاليد القهوة العربية الأصيلة مع إضافة لمسات عصرية ذكية.
يتخصص في القهوة العربية، التي تُحضَّر في دلال نحاسية تقليدية وتُقدم في فناجين صغيرة بلا مقابض. تبدأ العملية كلها من تحميص الحبوب الخضراء على النار أمام الضيوف مباشرة، ثم طحنها بدرجة متوسطة مع الهيل وأحياناً الزعفران.
الفرق هنا أن المقهى يعطي اهتمام حقيقي لجودة القهوة نفسها. فاختيار الحبوب بعناية من اليمن وإثيوبيا يحقق توازن رائع بين النكهة الطبيعية للقهوة والتوابل العطرية، ليُنتج فنجان القهوة بأفضل طريقة ممكنة .
المكان يحتفي بالتقاليد بصدق ودفء. يمكن للزوار الجلوس على الوسائد على طريقة المجالس التقليدية، وهناك ركن صغير يشرح تاريخ القهوة في ثقافة الخليج لمن يرغب بالتعرف أكثر.
كافيه بتيل
بدأ "بتيل" في بيع التمور الفاخرة قبل دخوله عالم المقاهي، وهذا الإرث ينعكس بوضوح في طريقته الخاصة مع القهوة. مقهاه الرئيسي في "الغاليريا" يجمع بين تقاليد القهوة الخليجية وكل اللمسات الحديثة المتوقعة.
مشروبهم المميز هو "قهوة التمر"، وهي تجربة فريدة بالفعل. حيث يتم تحضير القهوة العربية التقليدية مع إضافة لمسة حلاوة خفيفة من شراب التمر بدلاً من السكر. النتيجة طعم مألوف لكن غني بنكهة الكراميل التي تعكس ارتباط المنطقة بتاريخ زراعة التمور.
كما يقدمون مشروبات الإسبريسو العادية بمستوى عالي جداً، مستخدمين خليط من الحبوب الإثيوبية والكولومبية والهندية. المذاق ناعم بما يكفي ليستمتع به الزبون كإسبريسو صافي أو مع الحليب.
بسكويت التمر الذي يُقدَّم مع القهوة يستحق الزيارة وحده، وينطبق الأمر أيضاً على الطعام مثل الدجاج المتبل بالتمر لمن يرغب بالجلوس لتناول وجبة.
المقاهي التي تقدم قهوة مميزة وفريدة
ذا لايبراري كافيه
في منطقة الراحة، يقدّم مقهى "ذي لايبراري كافيه" تجربة مختلفة عن المقاهي التقليدية في محلات الكتب. فاهتمامهم بما في الفنجان لا يقل عن اهتمامهم بما على الرفوف.
تأتي القهوة من محامص عالمية متجددة باستمرار، ويعمل فريق متمكن بأجهزة عالية الجودة لاستخراج أفضل ما في الحبوب. يمكن للزبائن طلب مشروبات كلاسيكية مثل اللاتيه والكابتشينو، لكن المميز هو خيارات التقطير اليدوي من نوع بن واحد.
المكان مهيأ بعناية، مقاعد مريحة بين الرفوف تمنح زوايا طبيعية للقراءة، بينما الطاولات الأكبر مناسبة للمجموعات الدراسية أو الاجتماعات. حتى مستوى الضجيج مدروس، كافي ليمنح أجواءً حيوية، لكن ليس لدرجة تعيق التركيز.
أما الكتب، فاختيارها ذكي ومتنوع، مع عناوين منتقاة من مجالات ولغات مختلفة. كما يستضيف المقهى فعاليات وندوات ولقاءات للنوادي القرائية، حيث أصبح مساحة مجتمعية تتجاوز مجرد بيع الروايات.
ساندرسونز
يقدّم "ساندرسونز" في مركز التجارة العالمي تجربة مختلفة تماماً عن معظم مقاهي أبوظبي. فبينما يركز الآخرون على التقاليد، يسعى هذا المقهى إلى دمج القهوة في أسلوب حياة صحي من دون أن تصبح باهتة أو بلا متعة.
قائمتهم تضم قهوة مع إضافات وظيفية مثل الكولاجين والفطر الطبي ومكونات تعزز المناعة وتخفف التوتر، وكلها شائعة في عالم الصحة، إلى جانب الإسبريسو المحضّر بإتقان. قد يبدو الأمر مجرد حيلة تسويقية، لكنهم يفهمون كيف تمزج هذه العناصر مع القهوة من دون أن تُفسد طعمها.
الحبوب تأتي من مصادر موثوقة، وتُحمص لإبراز الحلاوة الطبيعية بعيداً عن المرارة القاسية. أما بدائل الحليب، مثل حليب اللوز والشوفان المصنوعَين محلياً، فهي مصممة خصيصاً لتتناسب مع القهوة لا لتكون مجرد بدائل عابرة.
أما "التوست بالأفوكادو مع الزعتر" فأصبح طبق مشهور في أبوظبي، ويستحق سمعته الجيدة.
مشهد القهوة في أبوظبي
بعد جولة في مقاهي أبوظبي، يتضح أن هذا المشروب البسيط أصبح جسر يجمع الناس ويربط بين التقاليد القديمة والاتجاهات الحديثة، وبين التأثيرات العالمية والنكهات المحلية، والأهم أنه يخلق مساحات للحوار والتواصل. في مدينة سريعة التغير، تمنح لحظات القهوة فرصة للتأمل، والتقارب، والاستمتاع بما صُنع بعناية حقيقية.