كانت أبوظبي تُعرف في الماضي بناطحاتها السحابية وبريق فنادقها الفاخرة الهادئ، لكنها اليوم ترسم ملامح هوية جديدة تقوم على الفن والطموح الثقافي. بفضل مؤسسات مثل متحف اللوفر أبوظبي ومتحف غوغنهايم الذي سيتم افتتاحه قريباً، تمكنت العاصمة من ترسيخ مكانتها على الساحة الفنية العالمية. لكن بعيداً عن هذه المؤسسات البارزة، تنبض المدينة بحيوية فنية محلية يقودها مبدعون في أماكن مثل مؤسسة الثقافة ومنارة السعديات. إليك دليلك لأبرز وأهم المعارض التي يُنتظر اكتشافها في أبوظبي خلال عام 2025.
ملوك إفريقيا وملكاتها: أشكال الحكم ورموزه- متحف اللوفر أبو ظبي
حوار قوي بين الماضي والحاضر، والإمبراطورية والهوية، يمثل هذا المعرض محطة تاريخية كونه أول معرض لمتحف "اللوفر أبوظبي" مخصص لأفريقيا. يُنظم بالتعاون مع متحف كاي برانلي جاك شيراك، ويضم أكثر من 300 قطعة استثنائية، تتنوع بين الحلي الملكية المزخرفة والدروع الحربية وتيجان الكونغو والرموز المقدسة للقوة. يسلّط المعرض الضوء على الممالك الأفريقية العظيمة والعريقة مثل غانا ومالي وزيمبابوي الكبرى، بينما يواجه في الوقت نفسه التواريخ المؤلمة المرتبطة بالاستعمار واسترداد الموروث الثقافي. معرض جريء ومؤثر، مُنسق بعناية فائقة،
مغامرات عبر الكون – متحف اللوفر أبوظبي
في عام 2018، دخل رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري التاريخ كأول إماراتي يصعد إلى الفضاء. وبعد سنوات، حقق معالي سلطان النيادي (وزير الدولة لشؤون الشباب حالياً) إنجاز جديد عندما سجّل أطول مهمة فضائية لعربي، استمرت ستة أشهر على متن محطة الفضاء الدولية. يحتفي معرض مغامرات عبر الكون في متحف اللوفر أبوظبي بهذه الإنجازات من خلال عرض الطريقة التي تخيّل بها الإنسان الكون وعبر عن رؤيته له على مرّ الثقافات والقرون.
من الأسطرلابات القديمة إلى نموذج بالحجم الحقيقي لوحدة فضائية، يجمع هذا المعرض العائلي بين الفن والعلم والسرد القصصي بطريقة شيقة وسهلة الفهم للأطفال، كما أنه غني بالمحتوى البصري والفكري للكبار أيضاً. صُمم المعرض بأسلوب تفاعلي ليتيح تجربة تعليمية ممتعة، ويقام بالتعاون مع مركز محمد بن راشد للفضاء
ميثا عبدالله: بين التبلور والواقع
تُعد ميثاء عبد الله، خريجة جامعة زايد، من أبرز الفنانات الإماراتيات المعاصرات المتعددات التخصصات. في أحدث معارضها الفردية بين التحوّل والواقع، تحوّل ميثا مؤسسة الثقافة إلى فضاء من الحلم واليقظة، مستخدمة النحت والرسم لاستكشاف الذاكرة والأسطورة.
تجسّد شخصياتها، التي غالباً ما تكون وحيدة أو مقنّعة أو متحوّلة الشكل، العوالم الداخلية التي تتكوّن من الموروث الشعبي والهوية والبحث عن الذات. تنفّذ ميثا أعمالها بيديها، لتضفي عليها طابع يقترب من العفوية، وكأنها تستخرجها مباشرة من أعماق اللاوعي.
حب ماليزيا: مختارات من مجموعة AFK
هناك طرق عديدة لسرد قصة وطن، وهذا المعرض يروي قصة ماليزيا بالألوان والخامات. يُقام في المؤسسة الثقافية ويُعدّ نافذة على روح ماليزيا من خلال إحدى أهم المجموعات الفنية الخاصة في البلاد مجموعة AFK.
تتنوّع الأعمال بين منحوتات ولوحات وتركيبات فنية توثق رحلة ماليزيا منذ الاستقلال وحتى تنوّعها الثقافي المعاصر.
ينقسم المعرض إلى خمسة أقسام موضوعية، ويسلط الضوء على أسماء رائدة مثل يوسف غاني، أحمد فؤاد عثمان، أنيكيتيني ماديان، وحامير صعيب. تطرح هذه الأعمال أسئلة حول الذاكرة والهوية والمكان، وتمزج بين التقاليد الشعبية والتعليق السياسي والتجريب السريالي.
إنه عرض غنيّ بالتناقضات والجمال، يُظهر الفن الماليزي بكل تعقيداته وتنوعه، ليس في صورته المبسطة، بل في حقيقته الكاملة.
تيم لاب فينومينا أبو ظبي – جزيرة السعديات
يُعد تيم لاب فينومينا أبو ظبي أحدث الإضافات إلى جزيرة السعديات، وهو تجربة رقمية مدهشة صُممت لتوسيع حدود الخيال. يمتد المعرض على مساحة 17 ألف متر مربع، ويقدّم عالم افتراضي متعدد الحواس تتفاعل فيه الإضاءة والأصوات والحركة مع وجود الزائر في اللحظة نفسها.
ليس مجرد عرض بصري مبهِر، بل تجربة مستوحاة من الظواهر البيئية مثل التبخّر وتدفّق الرياح، ما يجعل كل جزء منه نابض بالحياة، يتغيّر ويتفاعل باستمرار. ومن أبرز أقسامه الكون الحيوي، حيث يسير الزائر فوق شبكة معلّقة فوق فراغ محاط بسرب من الطيور الرقمية في تجربة غامرة تجمع بين الفن والعلم.
الوسائط المتعدّدة.. كلنا دوائر مفتوحة – منارة السعديات
ما معنى الإبداع في عالم تتغيّر فيه الهويات باستمرار؟ هذا هو السؤال الذي يقف في صميم معرض الوسائط المتعدّدة.. كلنا دوائر مفتوحة، الذي يُقام بتنظيم مشترك بين مهرجان أبوظبي ومتحف سيول للفنون.
أشرف على تنسيقه كيونغ هوان ييو ومايا الخليل، وصممه استوديو فورمافانتاسما المعروف عالمياً. يستعرض المعرض ستة عقود من الفن الكوري المعاصر من خلال رؤية الفنان نام جون بايك حول فكرة “الدوائر المفتوحة”.
ينتقل المعرض بين الجسد والحركة، والهوية والتقنية والبيئة، ليقدّم حوار نابض بالحيوية والتناقض بين سيؤول وأبوظبي، في تجربة بصرية وفكرية فريدة.
فن الحين 2025 – متحف اللوفر أبوظبي
في نسخته الخامسة، يعود معرض فن الحين 2025 إلى متحف اللوفر أبوظبي بموضوع يحمل طابع تأملي عميق تحت عنوان الظلال. تشرف على تنسيقه القيّمة السويسرية اليابانية صوفي مايوكو آرني، ويستكشف المعرض الجوانب المعمارية والعاطفية للضوء والظلام من خلال فلسفة إن إي اليابانية وجماليات المشربية الخليجية.
تحت القبة المضيئة للمتحف، يجتمع فنانون من دول مجلس التعاون الخليجي ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ولأول مرة من اليابان، في حوار بصري يعبّر عنه النحت والتركيب الفني.
